منتديات العروة الوثقى

اهلا وسهلا بكم في العروة الوثقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العروة الوثقى

اهلا وسهلا بكم في العروة الوثقى

منتديات العروة الوثقى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العروة الوثقى


    سيرة فاطمة الزهراء

    العروة الوثقى
    العروة الوثقى
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 457
    نقاط : 805
    تاريخ التسجيل : 23/10/2009
    15112009

    سيرة فاطمة الزهراء Empty سيرة فاطمة الزهراء

    مُساهمة من طرف العروة الوثقى

    من هي الزهراء ؟


    الزهراء هي فاطمة البتول ، بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ،

    وهي زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،

    وهي أم الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .

    فأبوها هو سيد الأنبياء على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام .

    وأمها أول من آمن على البسيطة بنبي الله الكريم ، وكانت أحب نسائه إليه بلا مراء .

    وأما زوجها فهو ولي كل مؤمن ومؤمنة ، ولا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، حبه إيمان وبغضه كفر ، وهو ابن عم الرسول وسيف الله المسلول ، كاتب الكتائب ، ومظهر العجائب ، أسد الله الليث الغالب ، فارس المشارق والمغارب ، هو الفاروق والصديق الأبر لا يدعيها غيره إلا كاذب ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

    وأما ابناها فهما سيدا شباب أهل الجنة ، كما هو مشهور ( 2 ) .

    وأما هي ( عليها السلام ) فهي ، يروي البخاري : " حدثنا موسى بن عوانة ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق قال : حدثني عائشة أم المؤمنين ، قالت : كنا أزواج النبي [ ( صلى الله عليه وآله ) ] عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت

    فاطمة تمشي ، لا والله ما تخرم مشيتها مشية النبي ( ص ) . فلما رآها رحب ، وقال : مرحبا يا بنتي . ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية ، إذ هي تضحك . فقلت لها أنا من بين نسائه :

    خصك رسول الله بالسر من بيننا ، ثم أنت تبكين ؟ ! فلما قام رسول الله سألتها : عم سارك ؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله سره . فلما توفي قلت لها : عزمت عليك بما لي عليك من الحق ، لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم . . فأخبرتني

    . قالت : أما ما سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضني به العام مرتين ، ولا أرى إلا الأجل قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فإن نعم السلف أنا لك . قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية . . قال : يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو نساء هذه الأمة ؟ " ( 3 ) .


    ولقد ذكر ابن حجر هذا الحديث ، وفيه : " ألا ترضين أن تكوني سيدة

    العالمين ؟ " .

    فهذه هي الزهراء ، سواء كانت سيدة نساء العالمين ، أو سيدة نساء المؤمنين ، أو نساء هذه الأمة ، إذ أن ذلك من مسلمات الأمور وبديهياتها . وبالتأكيد لم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مبالغا في وصف الزهراء بهذا الوصف وإعطائها هذه

    السيادة ، ولم يكن وضعه إياها في هذا المكان السامق من قبيل المحاباة لبنته ، لماذا ؟ ذلك لأنه هو النبي الصادق ، وهو الرسول العدل ، بل لأنه لا ينطق عن هوى النفس ولا بغير الوحي ، إنما نطقه وحي يوحى من الله تعالى ، فهو إذا براء من التلفظ تبعا لما تهوى نفسه وتشتهي .

    بل إن هذه السيادة وتلك الرفعة الفاطمية لم تكن نالتها بسبب خارج عن إيمانها ويقينها وتقواها ، أي ليس لأنها بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فنالت هذه السيادة دون أن يكون لها صفة تؤهلها ذاتا لذلك المقام الرفيع ، فهي إذا إن لم تكن لها تلك

    الأهلية الإيمانية لا يمكن أن تحظى بهذه الصفة وتنال مقاما لم يتوفر إلا لأربعة نساء ( 2 ) في الوجود ، فتتربع عليه على هذا الأساس من الكمال والفائق . ويقول تعالى : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم

    من شئ ) ( 3 ) . . فانظر كيف اشترط الله الإيمان السابق حتى يكون علة لإلحاقهم بآبائهم وإعطائهم ما لهم من الثواب دون نقصان . فالإيمان السابق إذا هو تلك الأهلية التي يجب أن تتصف بها الذرية .


    وهكذا الزهراء ، نالت هذا المقام بذلك الإيمان ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) ما هو إلا كاشف عن هذا المقام الفاطمي . والإيمان - كما هو معلوم - بين زيادة ونقصان ، ولما علم نيل الزهراء لهذا المقام الإيماني علم أن إيمانها ويقينها وتقواها مما بلغ شأوا وجعلها في المقام المحمدي غير ممنون .


    ومما يؤكد ما ذهبنا إليه ما رواه إمام الحنابلة : " عن عبد الرحمن الأزرق ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : دخل علي رسول الله ( ص ) وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن أو الحسين .

    قال : فقام النبي ( ص ) إلى شاة لنا بكئ ( أي قل وانقطع لبنها ) فحلبها فدرت ، فجاءه الحسن فنحاه النبي ( ص ) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك . قال : لا ، ولكنه استسقى قبله [ انظر إلى عدالة النبي ] . ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة " ( 1 ) .
    فالزهراء ( عليها السلام ) باستيفائها الشرط المذكور في الآية - وهو الإيمان - صارت مع أبيها ( صلى الله عليه وآله ) في مقام واحد يوم القيامة .
    وبعد هذا لا يصح أن يلتبس على أحد أمره في مقام السيادة الفاطمي الإيماني فيمر عليه دون انتباه ، أو دون وقفة في مقام الانبهار والإجلال لشموخه ، منزها إياها عن كل ما يعكر صفو ذلك المقام أو ما يناقضه من ارتكاب الخطأ أو الآثام ، ذلك

    لأن الذي يكون مع النبي المعصوم في مقام واحد يوم القيامة يلزم أن يكون معصوما ، وإلا لزم مشاركة غير المعصوم للمعصوم في مقامه وثوابه ، وهذا محال . فأقل خطأ يتنزل به المقام عن مقام المعصوم ، لمراعاة العدالة الإلهية .


    إذا فمقام الزهراء جامع لكل الصفات الحسان ، لأنه لا يستقيم أن تنال هذا الشموخ وثمة شائبة من الجهل بسنة أبيها أو الجهل بما أنزل عليه من القرآن . أو لا يمكن أن تكون قد ألحقت بهذا المقام السامي المشترط فيه الإيمان المساوق له ويكون قد

    جرى يوما كذب على لسانها أو جانبت الحق يوما واقتحمت دائرة الباطل ، ذلك لأن هذا المقام الإيماني مبدد لكل شين ولكل فعل يخالف هذا المقام ، وهو مذهب لكل وصمة تعارضه .


    إن الجهل يوقع الإنسان في القبح لعدم العلم به ، أو يوقع الإنسان في التقصير في أمر العبادات وأداء التكاليف . وفي الواقع إن المقام الفاطمي هو مقام تزكية وتطهير إلهي لأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فهذا القرآن يصدح بذلك في قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 2 ) .


    والرجس هو القبح أو كل ما يكون علة له . وقد تم تطهيرهم عنه بمشيئة وإرادة الله التكوينية . ومن أقل لوازمه مراقبة الله والخشية منه ، فضلا عن علم اليقين الذي يكشف عن قبائح الأخطاء فيورث النفس


    العصمة لا غير . إذا فالزهراء ليست جاهلة بالدين بل عالمة بأموره تماما لا يغيب عنها شئ من مسائله ، بل من غير المعقول أن تكون على غير ذلك بالنظر إلى أنها الطاهرة المطهرة إلهيا الزكية الصفية من كل ما يشين البرية ، وبالنظر إلى استحالة

    أن يتركها أبوها عليه وعليها أفضل الصلاة والتسليم جاهلة ولو بمسألة من أمور الدين ، وهي له القريبة والحبيبة والبضعة التي يغضبه ما يغضبها .


    على أن النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام الذي جاء معلما للبشرية والذي بعث متمما لمكارم الأخلاق أربأ به أن يترك بضعته في حوالك الجهل ويخرج الآخرين من ظلماته إلى أنوار العلم ، وهل جهلها وحديث الثقلين ؟ !

    وهل يأمر النبي ( صلى الله على وآله ) الناس بالبر وينسى نفسه ! أم أنه لم يؤمر بأن ينذر عشيرته الأقربين ؟ !

    وهل هذا الإنذار محدود زمنيا ببدء الرسالة ؟

    أم كانت الزهراء مشاقة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولم تكن ترى اقتفاء أثره والاقتداء به ؟ !

    لقد تنزهت الزهراء عن كل ما يشين ، ولا سيما الكذب وادعاء الباطل ، وأخذ ما ليس لها بحق ، بل لا يمكن أن تغضب غضبا طفوليا لا أساس له ، لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قال من جانب الوحي : " فاطمة بضعة مني ، يغضبني ما يغضبها " ( 1 ) لم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يحمل الناس ذلك ظلما أو تكليفا لهم فوق طاقتهم .


    وليس هناك سوى ذلك لو كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد جعل غضب الزهراء علة لغضبه الذي هو علة لغضب الله تعالى وهو يعلم أن للزهراء غضبا ، أو يمكن أن تغضب غضبا ليس في محله أو تطالب بحق ليس لها فتغضب لذلك .


    فلو كانت الزهراء تغضب على الناس دون وجه حق ، ويغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لذلك ، فهذا لا يعني إلا شرخا في عدله وانصداعا في رأفته ورحمته بالناس التي شهد بها القرآن ! ولا يعني إلا محاباة لبنته دون سائر الناس ، تلك المحاباة

    المتنافية مع قوله : " لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها " . وهذا دليل على مضي عدله واستقامته ( صلى الله عليه وآله ) . على أن الزهراء بعيدة عن عار السرقة


    وإنما أراد المثال الأقوى في تأكيد عدالته وتنفيذه أمر الله ، حتى لو كان السارق من له مقام كالزهراء ، لو قدر لذلك أن يحدث .

    ونحن لا نفهم - بل يجب أن لا نفهم - من غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لغضب الزهراء إلا لأنها وقفت على عرصات العلم اليقيني الذي تنكشف به حقائق الأمور حسنها وقبحها . وعلم كهذا لا يقوم بنفس خالطها ولو يسير من القبح أيا كان ذلك ، لأن العلم اليقيني هذا كله حسن .


    ولما قام بنفس الزهراء فيجب أن تحفظ السنخية والانسجام بين نفسها وعلمها هذا . بل إن هذا العلم ونفس الزهراء شئ واحد بالذات ، فلا يحتاج إلى التأكيد والكلام عن السنخية والمشابهة ، لأن هاتين تطلبان بين اثنين ، ولا اثنينية بين الزهراء وعلمها إلا ذهنا .

    فالاتحاد بين هذا العلم - الذي كله خير - ونفس الزهراء ( عليها السلام ) لا نفهم منه إلا ذلك التطهير وتلك التزكية ، كما هو واضح .

    فالرسول إذا على يقين من أن الزهراء في تناء عن الباطل وفي انسجام مع الحق ، ولذا لم يكن يخشى منها على الناس بأن تغضب عليهم بلا وجه حق . ولهذا لما كان من بين الناس - من يتنكر لهذا المقام الفاطمي ولا يتورع عن ظلمها وإغضابها ، قرن غضبها بغضبه ، بل قال لها : " إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك " .


    وبهذا تتضح لنا عصمة البتول ( عليها السلام ) بصورة جلية . فما دام غضب الزهراء ( عليها السلام ) هو غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورضاها هو رضاه ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا ريب أن يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، إذ لا يمكن أن يرى الله نبيه غاضبا ولا يغضب ، أو يراه راضيا فلا يرضى .
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-07, 02:01